ذلك "الفرعون الزاهد"- يعرض عن هذا النعيم، ويهجر كل هذا الثراء غير مبال، وينزع إلى التصوف والرهبنة. فكان يختلى وحيداً، متأملاً، ومتفكراً فى الكون من حوله، ممعنا النظر فى عظمة الخالق والمخلوقات.
ومن بين مخلوقات الكون استرعى انتباهه ذلك "القرص العجيب" المعلق فى السماء، الذى يهل علينا كل صباح، فيهب النور لسائر المخلوقات التى تحيا على أديم الأرض.
من أقوال اخناتون؟
يقول إخناتون في إنشودته الجميلة في حب آتون: آتون ياأصل الحياة، كم أنت جميل في أفق السماء، بإشراقك تمتلئ الأرض بوهج سناك، أيها المتألق في علياء سمائك، وقد انقاد الكل لسلطانك وتربطهم بحبك.
ما هي ديانة اخناتون؟
فى نهاية الأمر.. اهتدى تفكيره إلى أن هذا القرص ليس إلا مخلوقا بين سائر المخلوقات التى تعج بها السماء، تتحكم فيه قوة أعظم، لا تدركها العيون المجردة، لأنها أوهن من أن ترى أو تدرك هذه "القوة الخالقة" التى أبدعت كل هذه الأيات. لقد أدرك هذا الزاهد المصرى أن قرص الشمس العظيم ليس إلا رمزاً لهذا "الخالق الأعظم".
ولم تكن هذه الأفكار إلا إرهاصات العقيدة الجديدة، التى ستقود إلى ثورة دينية نحو "الوحدانية"، وعبادة "الإله الواحد".
ولم تكن هذه الأفكار إلا إرهاصات العقيدة الجديدة، التى ستقود إلى ثورة دينية نحو "الوحدانية"، وعبادة "الإله الواحد".
هل مات اخناتون مسلما؟
يشتهر اخناتون بين حكام عصره بتخليه عن تعدد الآلهة المصرية التقليدية وإدخال عبادة جديدة تركزت على آتون، التي توصف أحيانًا بأنها ديانة توحيدية تدعو لعبادة اله واحد فقط , مما يجعل البعض يعتبره مسلما فى النهاية.
كانت دعوة "إخناتون" إلى "الوحدانية" حدثاً فريداً ليس فى تاريخ مصر وحدها، ولكن فى "التاريخ البشرى" كله. فلأول مرة يدعو ملك - نبيا - قومه إلى عبادة "الإله الواحد"، ومحاربة كل رموز التعددية الوثنية.
كانت دعوة "إخناتون" إلى "الوحدانية" حدثاً فريداً ليس فى تاريخ مصر وحدها، ولكن فى "التاريخ البشرى" كله. فلأول مرة يدعو ملك - نبيا - قومه إلى عبادة "الإله الواحد"، ومحاربة كل رموز التعددية الوثنية.
ورغم أن هذه الدعوة لم تستمر أمداً طويلاً، إلا أن أثرها كان خالداً، تجاوز حدود الأراضى المصرية إلى أفاق أرحب وأعظم.. جعل البعض يظن أن "إخناتون" لم يكن إلا نبياً من الأنبياء؟!.