بطليموس الثانى حاكما على مصر |
وقد حرص على نشر العلوم والمعارف والآداب وتعميم الصنائع وتحصيل الكتب، فقد ضم إلى دار الكتب عددًا عظيمًا من الكتب.
كذلك يُنسب إلى «بطليموس الثانى» عملان من أهم ما قدم تاريخ الأدب إلى البشرية:
الأول: ترجمة التوراة من العبرانية إلى اليونانية، والمعروفة بـ«الترجمة السبعينية». فقد ذكر بعض المؤرخين أن «بطليموس الثانى» أراد ضم الكتب اليهودية إلى مكتبة الإسكندرية، فى حين ينادى البعض الآخر بأنه قام بالترجمة بسبب وجود عدد كبير من اليهود فى مِصر لا يُتقنون اللغة العبرية، فقام بترجمة العهد القديم إلى اللغة اليونانية التى كانوا يُتقنونها.
فقد طلب إلى اليهود إرسال من يقوم بالترجمة فأرسلوا إليه اثنين وسبعين شيخًا من أكثر اليهود خبرة بالأسفار المقدسة وإجادة للغتين، وقام الملك بتفريقهم وأمر كلاً منهم منفردًا بأن يقوم بالترجمة كاملة، وعندما انتهَوا من العمل أحضرهم وقارن ترجماتهم فوُجدت متطابقة. وقد شهِد الفيلسوف الشهيد يوستينوس عن الأسفار المقدسة أنه: «حُفظت نبوءات الله عند اليهود بعناية فى أسفار مكتوبة باللغة العبرية... فلما بلغ ذلك بطليموس ملك مصر ـ وهو الذى أسس مكتبة (الإسكندرية) وأراد أن يجمع فيها كل مؤلفات الكُـتـَّاب ـ طلب إلى هيرودُس الذى كان ملكًا على اليهودية أن يُرسل إليه هذه الكتب، فأرسلها إليه بلغتها العبرية. وإذ لم يكُن أحد فى مِصر مُلِمًّا بالعبرية، طلب بطليموس إلى هيرودُس أن يُرسل إليه علماء لترجمة هذه الكتب، فأنجزوا هذه الترجمة، وهى موجودة فى مِصر وبين أيدى جميع اليهود».
والثانى: أن «بطليموس الثانى» طلب إلى «مانيتون»، كاهن معبد «سبينيتوس»، أن يقوم بتأليف كتابه الشهير فى تاريخ مِصر القديم والأسر الفرعونية باللغة اليونانية، وكان يقرأ الهيروغليفية ويعرف اللغة الإغريقية أيضًا، وقام «مانيتون» بتقسيم الأسرات الفرعونية إلى ثلاثين أسرة؛ وهو التقسيم الذى مازال موجودًا حتى الآن فى دراسة تاريخ الدولة المِصرية القديمة.
أيضًا اهتم بالتجارة، فقام بتجديد الخليج القديم الذى يربط بين نهر النيل والبحر الأحمر، كما اهتم بالطرق التجارية وصارت مسالك القوافل التجارية سهلة وآمنة، وهذا أدى إلى تقدم ورواج التجارة المِصرية حتى وصلت لبلاد العرب والهند شرقًا، وإلى إثيوبيا جنوبًا. أمّا عن التجارة البحرية، فقد شيد منارة الإسكندرية لهداية السفن التجارية فصارت تجارة مِصر مع بلاد الإغريق والبلاد الأخرى لها شأن عظيم.
كذلك أقام «بطليموس الثانى» المبانى واهتم بتشييد الهياكل، ومن أهم الآثار التى تركها قصر «أنس الوجود» فى معبد جزيرة فِيلة، كما اهتم بالاستكشافات فأرسل البعوث الاستكشافية إلى بلاد أفريقيا وبلاد سواحل بحر فارس والنوبة لمعرفة حقيقة مجرى النيل ومنبعه، وقد أدت أيضًا هذه الاستكشافات إلى زيادة التجارة.
بطليموس الثانى ملكا على مصر |
عملة عليها صورة بطليموس الثانى وارسينوى زوجته |
ليس من المؤكد دائمًا أن الفراعنة المصريين الأقدمين الذين تزوجوا من شقيقاتهم كان لهم علاقات جنسية معهم ، لكن أرسينوي كانت جميلة بلا شك ، وأيضًا مصممة على الحكم، وبالتالي يبدو أن زواجها المحرم من أخيها كان أكثر من مجرد فعل السياسة المحسوبة. ومع ذلك، استفادت بلا شك من هذا الزواج. بطليموس الأول قد تم تأليهه فى فترة حكمه، وكلما زادت الألوهية التي تحوط الخلافة الملكية ، كان ذلك أفضل. ربما برز بطليموس الثاني في لعب دور أوزوريس لإيزيس من أرسينوي لصالح رعاياه المصريين ، وزوس لها هيرا لصالح الإغريق.
كان البحارة يصلون صلاة كاملة بالفعل إلى أرسينوي خلال فترة حياتها ، في إشارة إلى أنها كانت تعتبر إلى حد ما الصورة الرمزية لإيزيس ، وقد تألهت على الفور بعد وفاتها. غالبًا ما كان يعتقد أنها كانت لها نفوذ كبير على بطليموس، رغم أن دورها كقوة سياسية وراء العرش ربما يكون مبالغًا فيه. الا ان بطليموس حاكمًا قويًا بدرجة كافية اذا استدعى الامر لاستعمال القوة.
كل شيء لم يكن مثاليا، على الرغم من ذلك. ففى ذلك التوقيت، أنشأت الفكرية ذاتها في الإسكندرية التي أسسها بطليموس الأول سخرية في المدينة ، ويبدو انه فقد شكل الرجل العظيم وقتها. عندما تزوج بطليموس الثاني من أخته، نشر الشاعر اليوناني سوتاديز ضجة تتضمن خطابا لاذعًا، فقد قال فى بطليموس "أنت تدفع الشق إلى جسد غير مقدس". فألقاه في السجن ، ثم قام بطليموس الثاني بطرده من قِبل الأميرال باتركلوس الذي اغرقه في نعش من الرصاص.
بطليموس الثانى ينشئ مدينة أرسينوى بالفيوم
عملة عليها وجه ارسينوى زوجة بطليموس الثانى |
بطليموس الثانى وارسينوى فى زى الفراعنة |
يبدو أن بطليموس توفي بموت سلمي نسبياً ودُفن في الإسكندرية مثل والده بطليموس الأول على الأرجح. وقد خلفه بطليموس إيورجيتيس ، وهو نتاج زيجته الأولى والذى ترعرع على يد زوجه ابيه ارسينوى.
المصدر الاصلى للموضوع: ماذا فعل المصريون عندما تزوج بطليموس الثاني من أخته
تعليقات
إرسال تعليق