الهرم الأكبر - بحث شامل عن بناؤه وشكله من الداخل والخارج

الهرم الاكبر فى الجيزة


الهرم الأكبر بالجيزة هو أكبر هرم مصري وقبر الأسرة الرابعة بقيادة الفرعون خوفو. تم بناء الهرم في أوائل القرن السادس والعشرين قبل الميلاد خلال فترة تبلغ حوالي 27 عامًا ، وهو أقدم هرم من عجائب الدنيا السبع في العالم القديم ، وهو الوحيد الذي بقي سليماً إلى حد كبير. كجزء من مجمع أهرامات الجيزة ، الذى يقع على حدود الجيزة الحالية في القاهرة الكبرى ، مصر.

دعنا نتعرف فى موضوع اليوم على اسرار و عظمة بناء هذا الصرح العظيم.

تسوية الموقع والقياس

تمت تسوية الأساس بإتقان شديد: فإن الفرق في الارتفاع فيه لا يزيد عن 21 مليمتر. كما أن القياسات قد تمت بإتقان شديد لأضلاع الهرم ، هذا على الرغم من أن ارتفاع الأرضية الصخرية في الوسط كانت تشكل عائقًا لقياس المحاور. إن مقدار الاختلاف عن اتجاه الشمال لا يزيد عن 3′6″ نحو الغرب.

نظام الحجرات

يعتقد أن عمليات البناء قد تمت على ثلاثة مراحل: في المرحلة الأولى بنيت الحجرة الصخرية على أن تكون حجرة قبر الملك، ثم اعتبرت لتكون حجرة الملكة، وفي المرحلة الثالثة تم بناء البهو الكبير وحجرة الملك. ولكن اليوم يعتقد العلماء أن نظام الحجرات كان أصلًا موضوعًا كما هو عليه الآن وبني طبقًا لهذا التصميم.

ويضم الهرم من الداخل ثلاث حجرات دفن، احدها مقطوعة أسفل الصخر السفلي ، واثنتان على ارتفاع داخل المبنى نفسه، وهو أمر ينفرد به هرم خوفو لا يمتلكه هرم آخر.

حجرة الملك

قال الدكتور زاهي حواس، عالم المصريات، إنه قد تم إرسال إنسان آلي لداخل "الهرم خوفو" بالحجرة الثالثة واكتشف سر مقولة العرب: "الإنسان بيخاف من الزمن والزمن بيخاف من الأهرامات من عظمة الأهرامات".

وأكد عالم المصريات، أن حجرة الدفن الخاصة بالملك خوفو مازالت موجودة بداخل الهرم.

البهو الكبير

يمتد البهو الكبير على امتداد الممر الصاعد ولكنه ينحني قليلا بمقدار 1′20″ عن اتجاه الشمال. عرض البهو يبلغ ضعف عرض الممر وسقفه أعلى من المر بكثير ؛ وله قبة جملونية (تنزاح صفوف الحجارة فوق الحائط اليميني واليساري بالتدريج بحيث تضيق المسافة بينهما في اتجاه السقف). في نفس الوقت تؤدي هذه البنية إلى الاستقرار وتوزيع ثقل الأحجار الأعلى منها على جانبي البهو.

بعد علو 1.8 متر لحائطي البهو تنزاح صفوف الأحجار نحو الداخل مقدار 8 سنتيمتر بالتدريج ، وهكذا حتى الطبقة السابعة للحائطين الجانبين حتي يصل عرض السقف إلى نحو 1 متر. يبلغ ارتفاع سقف البهو الكبير نحو 5و8 متر ؛ ويبلغ طوله 46 متر، ويؤدي البهو الكبير إلى حجرة الملك.

تمكن العلماء سنة 2017 أثناء عملهم على مشروع مسح الأهرامات Scan Pyramids Project من الكشف عن وجود تجويف وبهو جديد في الهرم الأكبر وذلك باستخدام تقنية التصوير المقطعي باستخدام إشعاع الميوونات. وجد أن البهو أو التجويف الجديد له طول يبلغ حوالي 30 متر، والمقطع العرضي له مشابه للبهو الكبير.

جرى التأكد من وجود هذا البهو أو التجويف الجديد باستخدام ثلاث تقنيات؛ وهي باستخدام صفائح الاستحلاب النووي nuclear emulsion films ومبيّن المسار الومّاض scintillator hodoscope والمكاشيف الغازية. لم يتضح بعد الغاية والهدف من وجود هذا البهو الجديد ، ولا توجد إمكانية حالية للوصول إليه ، إلا أنه وفقًا لرأي زاهي حواس فمن المحتمل أن يكون فجوة بنائية استخدمت لتعمير البهو الكبير.

غرف تخفيف الوزن

توجد فوق سقف حجرة الملك 5 غرف فوق بعضها البعض مغلقة من جميع الجهات . وفوق تلك الغرف المبنية بقصد تخفيف وزن الهرم عن سقف حجرة الملك بُني السقف الجملوني (على شكل العدد 8). هذا السقف ذو الشكل الجملوني يوزع ضغط وزن الهرم على حوائط حجرة الملك بدلا من ان يكون اتكاؤها على السقف نفسه فيتعرض للكسر وتدمير الحجرة.

يبلغ بذلك الارتفاع الكلي لحجرة الملك نحو 21 متر. اكتشفت الغرفة التحتية الأولى فوق حجرة الملك من الدبلوماسي البريطاني "ناثانيل دافيسون" في عام 1765 ، وهي تحمل اسمه من ذلك الوقت. ثم اكتشفت الأربعة غرف الأخرى في عام 1837 من الضابط البريطاني "هوارد فيس" و "جون بيرينغ" اللذان استخدما مطرقة وأزميل وبارود حتى استطاعا الوصول إلى الغرفة العليا. واطلقا أسماء مشاهير من ذلك العهد على الغرف : "هيرسوغ فون وليلنغتون" ، و "هوراتو نيلسون" ، و "أدميرال نيلسون" و " ليدي أربوثنوت" و القنصل " باتريك كامبل".

عثر في الغرف الأربعة فوق حجرة الملك على كتابات هيروغليفية للعمال الذين كانوا عاملين في بناء الهرم بالإضافة إلى علامات تختص بعملية البناء. تلك الكتابات المكتوبة بالاحمر تعطي فكرة عن نظام العمل وتقنية القياس في عهد خوفو. ويتعدد ذكر ثلاثة مجموعات من العمال اللذين كانوا يقومون بنقل الأحجار. وتذكر المجموعتات " خدام خوفو" و "حورس ميديو نظيف" في النصف الجنوبي للغرف ؛ وتطهر كتابات مجموعة " التاج الأبيض لخنوم-خوفو قوي" في جهة الشمال. وهذا يبين ان نظام العمل كان يتضمن أن كل من مجموعات العمال كانت تقوم ببناء جزء خاص بها في تشييد البناء.

قلب الهرم والغلاف

كان هرم خوفو مغطى بطبقة ملساء من أحجار طرة البيضاء. إلا أن أغلب تلك الحجارة قد استغل في بناء القاهرة ، مما يجعل الجزء الداخلي للهرم مرئية وطبقاته المتراصة. وترى بعض أجزاء التغطية في الطبقة السفلي من الهرم. وعلى بعض أحجار تلك التغطية توجد كتابات وعلامات كانت تكتبها مجموعات العمال أثناء العمل، وكانت تلك العلامات والكتابات تكتب باللون الأحمر.

وكان الهرم وتغطيته ينتهي من أعلى بهرم صغير. هذا الهرم الصغير مفقود اليوم وأغلب الظن أنه كان من حجر من نوع آخر غير أحجار طرة ، وإنما من البازلت أو الجرانيت.

الحجرة الصخرية تحت الأرض

ينتهي الممر الهابط بالحجرة الصخرية. وتبدو الحجرة في صورة غير منتهية ولم تسوى الأرضية إلى المستوى الذي كان يجب أن تكون عليه. لم يكن الجزء الغربي منها قد اتخذ شكله المضلع في الصخر. وتوجد على جدارها حفر طولية كانت تمهيدًا لإزالة بقية الصخور وتكملة حفر الغرفة. ويعتقد عالم الآثار "ميشائيل هاس" بأن العمال قابلتهم صعوبات شديدة للعمل على ذلك العمق حيث يقل الأكسجين بسبب التنفس والمشاعل التي كانوا يستخدمونها لإضاءة المكان أثناء العمل ، وعلى الأخص أنهم بعيدون عن المخرج ومصدر الهواء النقي بنحو 105 متر تحت الأرض ، علاوة على أدخنة المشاعل.

نظام الحجرات فى الهرم الاكبر

نفق التهوية والخروج والكهف

يوجد نفق تهوية ومعد لخروج الكهنة والعمال بعد دفن فرعون وسد الحجرات، هذا النفق يصل بين البهو الكبير إلى الممر الهابط. المدخل السفلي يوجد على بعد نحو 1 متر تحت مدخل الممر الهابط. ويبدو أن العمل قد بدأ فيه في الصخر على ارتفاع 5.7 متر من قاعدة الهرم.

ويمر هذا النفق هبوطًا بما يشبه "الكهف " في الصخر. كان يعتقد أن الكهف هو بقايا حجرة للمومياء أولية، ولكن لا يوجد ما يدل على ذلك. لأن تصميم وطريقة بناء الكهف لا تؤيد ذلك التخمين. وجد في الكهف قطعة حجرية كبيرة من الجرانيت، من المحتمل أن تكون أحد أحجار إغلاق حجرات الملكة والملك.

الحجارة الخارجية

كان الهرم الأكبر مغلفا بطبقة ملساء من الحجر الجيري الأبيض ، أما اليوم فكل ما يظهر من الهرم هو الطبقة المتدرجة أسفل الطبقة الملساء. ففي عام 1300 تراخت كميات كبيرة من حجارة الغلاف الخارجي نتيجة زلزال عنيف ، ليتم بعدها استخراج تلك الحجارة واستخدامها في بناء التحصينات والمساجد في مدينة القاهرة.

ويمكن رؤية تلك الحجارة حتى اليوم في إنشاءات مختلفة في مدينة القاهرة. وقد وصف مستكشفون لاحقون كميات كبيرة من الأنقاض عند سفح الهرم تراكمت من الانهيارات المتكرة لطبقة الحجارة الخارجية. و تمت إزالتها لاحقا أثناء عمليات الاستكشاف في الموقع. وعلى الرغم من ذلك، فقد تبقى القليل من حجارة الغلاف في مواقعها في بعض الأجزاء السفلية حول قاعدة الهرم.

المدخل الأصلي

يقع المدخل الأصلي لحجرات الهرم على ارتفاع 17 متر فوق الأرض. وهو على الناحية الشمالية ويبعد نحو 7 متر من خط الوسط نحو الشرق. ولا يعرف حتى الآن سبب هذه الإزاحة.

توجد فوق ممر الدخول طبقتين من الأحجار الكبيرة في شكل سقف جملون مائلة يبلغ سمك كل منها 2 متر. وربما تمتد تلك التسقيفة الجملونية على طول هذا الممر المائل إلى أسفل في قلب الهرم. اللوح الحجري الذي كان يغلق ممر الدخول من الخارج لم يعد له وجود. ويعتقد "فيتو ماراغيوجليو" و"سيليستي رينالدي" بأن مدخل الهرم كان مغطى بلوح حجري ارتفاعه 1.2 متر.

ممر حجرة الملك وأحجار الإغلاق

يربط ممر بين البهو الكبير وحجرة الملك. يبلغ طول الممر 6.85 متر وباتساع 1.05 في 1.11 متر. يعبر الممر في وسطه حجرة من الجرانيت وفيها أحجار إغلاق من الجرانيت، تلك الأحجار تغلق عن طريق السقوط. ثلاثة أحجار من الجرانيت يبلغ وزن كل منها نحو 5و2 طن كانت تستخدم أساسا لإغلاق الحجرة. وكان من الممكن تحريك تلك الأحجار رأسيا خلال فتحات عرضها 55 سنتيمتر. ويبدو أن تلك الأحجار كانت مرفوعة أثناء عمليات البناء بواسطة حبال ونظام من عروق خشبية وأحجار، حتى يبقى الممر مفتوحا حتى إغلاقه فيما بعد.

عثر على أحد أحجار الإغلاق في "الكهف " ، و على بعض البقايا الحجرية في الممر الصاعد. كما عثر على جزء كبير من أحد أحجار الغلق أمام المدخل الأصلي للهرم .

المدخل الحالي

اليوم يدخل السائحون إلى الهرم عبر نفق قام بحفره عمال وظفهم الخليفة المأمون في حدود العام 820. لم يعرف المدخل الأصلي في عهد الخليفة المأمون وقام العمال بحفر نفق عند الطبقة السابعة من الهرم ومنزاحًا نحو 7 متر في اتجاه الغرب.

يدخل النفق جسم الهرم أفقيا لمسافة 27 متر (89 قدم)، ثم ينحرف بحدة إلى اليسار ليتقابل مع الحجارة الحاجبة للممر الصاعد. وبسبب عدم قدرتهم على اختراق تلك الحجارة الصلبة، قام العمال بالحفر لأعلى خلال الحجارة الجيرية الأسهل في الاختراق حتى وصلوا للممر الصاعد. يمكن الدخول للممر الهابط من هذا المدخل ، لكن الدخول في العادة ممنوع.

غرفة الملكة

تقع غرفة الملكة بالضبط في منتصف المسافة بين الوجه الشمالي والجنوبي للهرم. تبلغ أبعاد حجرة الملكة 5.75 متر (18.9 قدم) من الشمال للجنوب ، و5.23 متر (17.2 قدم) من الشرق إلى الغرب. وهي مبطنة بأحجار جيرية بيضاء ولها سقف في هيئة سقف جملوني يبلغ ارتفاعه 6.23 متر. تبلغ زاوية السقف الجملوني 30.5° وتبدأ من ارتفاع 4.77 متر من فرق أرضية الحجرة. وكانت هذه الحجرة هي أول حجرة تبنى في هرم، ويكون سقفها في شكل جملون.

الممر الهابط للهرم الاكبر

الممر الهابط

يبلغ عرض الممر الهابط 1.09 متر وارتفاعه 1.20 متر. وهو مائل إلى أسفل بزاوية 26° ، وبطول 34 متر داخل الهرم ، حيث يقابل الممر الصاعد بعد 28 متر من بدايته. وبعد وصوله إلى عمق أرضية الهرم يستمر في النزول نحو 70 متر إضافية في أرضية الهرم الصخرية ، أي أن طوله بالكامل نحو 105 متر ، على عمق 30 متر تحت الهرم. بعد ذلك يمتد مسافة 9 أمتار أخرى أفقيًا ليصل إلى الحجرة الصخرية.

المعبد الجنائزي

تعرض المعبد الجنائزي لهرم خوفو للنهب. ولا توجد منه سوى الأرضية المغطاة بأحجار البازلت المستوية ، وبقايا أعمدة وتماثيل.

كان طول المعبد الجنائزي 52.5 متر وعرض 40.3 متر، ويحوي بهو مفتوح به 26 عمود من الجرانيت ، التي كانت مغطاة. من الناحية الغربية للمعبد كانت توجد صفوف من الأعمدة ومتصلة بغرف العبادة في المعبد. علي الأحجار نقوشات تعبر عن عيد سد (أحد أعياد قدماء المصريين) وعيد فرس النهر الأبيض ورسومات أخرى. كما يوجد على الأرض بقايا نظام مجاري لتصريف مياه الأمطار.

الممر الصاعد

تحت المدخل الأصلي بمسافة 27.4 متر داخل الهرم يوجد عند سقف الممر الهابط التفرع للممر الصاعد. هذا التفرع يوصل بين البنية السفلى في الصخر وبناء الهرم العلوي وما فيه من نظام حجرات. يبلغ ارتفاع الممر 1.2 متر ويبلغ عرضه 1.05 متر ويصل بعد مسافة 37.7 متر إلى البهو الكبير.

يضيق الممر عند بدايته إلى نحو 0.97 بغرض حجز حجارة السد. ولا تزال حتى يومنا هذا 3 قوالب كبيرة من حجر الجرانيت في مكانها، ولا يمكن الوصول إلى الممر إلى عن طريق النفق الذي حفره عمال الخليفة المأمون.

الممر الأفقي لحجرة الملكة

عند بداية الممر الصاعد إلى البهو الكبير يوجد ممر أفقي طوله 38 متر يؤدي إلى حجرة الملكة. أول 5 مترات من هذا الممر منفتحة إلى أعلى. على يمينها ويسارها فتحت فتحتان في الحائطين. ويعتقد الباحث الألماني "ميشائيل هاس" أنهما بغرض حفظ أجهزة تستخدم في تحريك أحجار الإغلاق المخزونة في الممر الوسطي في البهو الكبير.

يبلغ عرض الممر 1.05 متر (يعادل 2 ذراع ملكي قديم) ، وارتفاعه 1.17 متر ، وهو بذلك أقل ارتفاعا عن ارتفاع أحجار الإغلاق بثلاثة سنتيمترات ولهذا فلم تخزن فيه تلك الأحجار. الممر يميل قليلا في اتجاه حجرة الملكة وفي الـ 5.5 متر الأخيرة يميل بمقدار 0.5 متر وتستقر أرضية حجرة الملكة على هذا الارتفاع.

تعليقات